كان هناك شاب يدعى عمار، يعيش في قرية صغيرة تحتضنها رمال الصحراء اللانهائية. على الرغم من قسوة بيئته، كان يحلم بأن يكتشف مكاناً سرياً تسود فيه الأشجار الخضراء والينابيع العذبة. داعبته هذه الأحلام كل ليلة، فأصبحت له هاجساً ودافعاً للبحث عن هذا العالم المفقود. طوال سنوات شبابه، جمع عمار المعلومات من الرحالة والعجائز الذين حكوا له قصصاً عن "وادي الأحلام" المفقود. ومع الوقت، تشكلت لديه خريطة ذهنية تقوده إلى المكان الذي بدأ يتصوره كجنة على الأرض. بكل شجاعة، قرر عمار أن يغادر قريته، ويحمل في قلبه إيماناً لا يتزعزع بالعثور على حلمه. تحدى عمار الصحراء بكل ما تحمله من عواصف رملية وليالي قاحلة. لقد كان سفره طويلاً ومتعباً، لكن إيمانه بحلمه كان أكبر من كل التحديات. استطاع بفضل حدسه والإشارات الغامضة التي جمعها، أن يجد طريقه إلى وادي خضراء، حيث كانت الأشجار المثمرة والزهور البرية تتراقص مع نسمات الرياح، وكانت الأنهار تغني بمياهها العذبة معلنة نهاية رحلته. أمام هذا المنظر البديع، وقف عمار مشدوهاً مدركاً أنه حقق هدفه. استقر في الوادي، وغمرته سعادة غامرة للحياة التي عمل بجهد للوصول إليها. من هذا الوادي، كان يرسل القصص والأغاني حول مغامراته إلى قريته، ملهماً الجيل الجديد بقوة الأحلام والأمل. وبذلك، تحول "حلم الصحراء السرمدي" من وهم إلى واقع عاشه عمار وشاركه مع كل من كان يسعى وراء حلمه.